{{{ صوتٌ من الماضى ؛ عفاريت مستورده }}}
بصراحة القصة دى جميلة جدا جدا وعجبتنى كاتبها واحد من القلائل عندهم فكر وثقافة لذلك حبيت انقلها لكم ويارب تعجب الزوار والاعضاء
<<< تدور أحداث هذه القصة فى فرنسا , فى بداية سبعينات القرن الماضى >>>
{ 1 }
وهكذا وبعد أن قدمنا لكم تلك النماذج التى تم رصدها على مدار سنوات طويلة , وبعد أن بينا أن تلك الظواهر لم تعد حالات خفية , بل لم تعد حالات قليلة ,
وان كل من قام بدراسة تلك الحالات لم يستطع أن يمنع نفسه من متابعاتها والتقصى عنها فى مختلف الاماكن , وإجراء التجربة تلو الأخرى لإثبات وجود تلك الحالات وأنها بعيدة عن الغش والتدليس , ومن هنا لا يمكننا سوى ان نقر ونعترف , بوجود تلك الظواهر الخارقة للطبيعة , وأن كل من يرفض تصديق تلك الظواهر فهو يجحد كل تلك التجارب والأبحاث التى أجريت من قبل علماء ومتخصصين فى عوالم ما وراء الطبيعة , والظواهر الخارقة ,
هكذا أنهى البروفيسور {{ فرنسوا جان بيير }} محاضرتة النصف شهرية التى يلقيها فى جامعة ( أودجى لارسان ) فى مقاطعة سان كلو الفرنسية , وكان البروفيسور فرنسوا قد حاز شهرة واسعة فى فرنسا كلها وفى بعض دول العالم بوصفة عالم متخصص فى عوالم ما وراء الطبيعة والظواهر الخارقة التى يتمتع بها بعض البشر , وإن كان قد إكتسب شهرته الواسعة تلك بسبب منهجه الذى إتبعه منذ البداية وهو ربط تلك الظواهر بتفسيرات منطقية أو لنقل محاولته ذلك .
وبرغم ما إكتسبة هذا العالم من مؤيدين لمنطقة وأبحاثة ,إلا أنه لم يعدم الكثيرين من المشككين فيما يقوله وينادى به , الى الحد الذى أطلق عليه البعض لقب المشعوذ وأحيانا البروفيسور المهرج ,
وخرج البروفيسور من قاعة المحاضرات وقد احاط به البعض ممن كانوا يستمعون إلى محاضرته تلك يمطرونه بالأسئلة والإستفسارات , وهو يجيبهم ولم تفارق إبتسامته الرقيقة وجهة الذى يحمل طيبة ظاهرة وإن كانت ملامحه تدل على ثقة عميقة بما يقوم به ,
وكان من بين هؤلاء الذين أحاطوا به شاب فى منتصف العقد الثالث من عمره تقريباً , تحمل ملامحه تلك الملامح الشرقية المميزة التى تميز مواطنى شمال أفريقيا ,
وكانت ترتسم على شفتيه إبتسامة ساخرة متحدية تدل على أنه لم يقتنع بأى كلمة من تلك الكلمات التى القاها هذا البروفيسر , وكان يصوب ألية تلك النظرات المتحدية بطريقة لفتت نظر فرنسوا فقابلها بنظرات أكثر تحدياً وأن لم تفارق إبتسامته شفتيه وأشار إلى هذا الشاب هاتفاً
> هااااى .. أيها الشاب الشرقى , يبدو أن لديك إستفسارات تريد طرحها على ؟ فأنا أرى فى وجهك أنك من ذاك الفريق الذى يرفض مجال بحثى ,
وفوجئ الشاب بهذه المواجهة المباشرة والتحدى البادى فى لهجة فرنسوا فإرتبك قليلاً وإن كان قد تمالك نفسه سريعاً وأجابه بأسلوب يفتقر شيئاً ما إلى اللياقة قائلاً
> أولاً , إسمى مروان .. وليس الشاب الشرقى , ثانياً أنا بالفعل لم أقتنع بتلك الخزعبلات التى تحدثت عنها وهذا الهراء عن القوى الخفية وتحضير الأرواح وغيره من تلك الأمور ,
إمتعض فرنسوا لهذا الأسلوب الفج الذى يتحدث به الشاب , وإن كان لم يفقد هدوءه المعتاد ولم تفارق إبتسامة الثقة شفتية ,فقد إعتاد طوال مشوارة الطويل فى هذا الطريق أن يلقى مثل تلك الكلمات والإنتقادات , بينما سرت همهمات إمتعاض من المحيطين بالبروفيسور , ولكن فرنسوا اشار لهم بالهدوء ووضع ساعده على كتف مروان قائلاً له
> من حقك أن ترفض ما أقول , ومن حقك عدم الإقتناع به , ولكن ليس من حقك أن تتحدث إلى من هو أكبر منك سناً وأكثر علماً بهذا الأسلوب المفتقر للياقة فى الحديث ,
شعر مروان بالخجل من عتاب فرنسوا الرقيق وهم بالإعتذار ولكن الأخير صاح به بمرحه المعتاد
> لا عليك , دعك من اى إعتذارات , ولكن قل لى , أنت من الشرق على ما أظن ؟ فملامحك تدل على ذلك ؟ فهل صدق حدسى ؟
> نعم يا سيدى , انا مروان الديب , من مصر , وقد حضرت إلى فرنسا للحصول على الدكتوراة فى القانون من السربون , وإن كان قد لفت نظرى هذا الإعلان عن محاضرتك النصف شهرية هنا فى أودجى لارسان , فحضرت للإستماع إليها , فأنا أقيم أصلاً هنا فى سان كلو , <!--[endif]-->
وسار مروان بصحبة البروفيسور فرنسوا حتى وصلا إلى حجرة الأخير فإعتذر لبقية المستمعين لأنه يريد مروان فى حديث خاص , وعندما دخلا إلى الحجرة طلب منه فرنسوا الجلوس وقال له
> ألا ترى معى أن هناك غرابة فى موقفك هذا بالرغم أنك من الشرق حيث الإيمان هناك بالخوارق والسحر والأمور الخفية على أشده ,
> يبدو يا سيدى أن نظرتكم إلى الشرق مازالت قاصرة على تلك النظرة الدونية , وأن مواطنى الشرق مازالوا غارقين فى الخرافات والخزعبلات وغيرها من تلك الأمور , تلك النظرة التى كونتوها عنا من خلال حكايات ألف ليلة وليلة , ويبدو أنكم لن تغيروا تلك النظرة فى المستقبل القريب ؟
> لا تتعجل فى ردودك يا بنى , فلو حتى كانت تلك هى نظرة البعض إلى الشرق , فهى ليست نظرتى على الإطلاق , إلى جانب أن مجال أبحاثى ودراساتى أتاحت لى الفرصة لدراسة الشرق جيداً , ودراسة فكره ومعتقداته , ولكن هذا ليس مجال حديثنا , وسؤالى لك ما هو الشئ الذى أثار إنتقاداتك فى كلامى ؟
> سيدى هناك مثلاً حديثك عن تلك القدرة على إستحضار الأرواح , فهذه مثلاً من الأشياء التى تخالف عقيدتى كمسلم , فالروح لا يعلم من أمرها شئ إلا خالقها , فكيف يمكن لبشر أن يستحضر تلك الروح مرة أخرى بعد خروجها من الجسد ؟ ووقتما يشاء ؟
> أنا أفهم جيداً ما تقول , فمن بين دراساتى أنى قد درست العقيدة الإسلامية . ولكن لابد أن هناك تفسير ما لتلك القدرة على تحضير الأرواح لا يتعارض مع معتقداتك , فهناك بالفعل من يستطيع فعل ذلك , أما عن التفسيرات فهناك منها الكثير , ولكن تظل الحقيقة خافية علينا , ولا تنسى أننى دائماً ما أبحث فى التفسيرات المنطقية لتلك الظواهر الخارقة , .. على كل حال دعنى أدعوك لحضور تجربة من تجارب تحضير الأرواح , ولنا بعدها جلسة أخرى لمناقشة هذا الأمر , تلك هى بطاقتى الخاصة , بها دعوة وعنوان الجمعية التى أرأسها والمعنية بعالم ماوراء الطبيعة , ومن حسن حظك أن مقرها هنا فى سان كلو , ولن تخسر شيئاً إن حضرت أحدى إجتماعاتنا التى تعقد يوم الخميس من كل أسبوع , ولك بعدها ان تصدق او تكذب ,
وبرغم أن مروان لم يسترح للهجة البروفيسور الأخيرة إلا أنه قبل الدعوة وأخذ البطاقة التى تحمل عنوان الجمعية المذكورة
خليك معانا , لسه ما خلصناش