فضلت أن أقضي بالأمس وقتا في مبني اتحاد الكرة أتابع علي الطبيعة ما يجري استعدادا لمباراة السبت بعيدا عن المنتخب القومي واستعداداته السرية في منطقة التجمع الخامس الهادئة.. بداية واجهت أبواباً مغلقة للمبني وعدم السماح بدخول إلا لمن له صلة أو عمل داخل الاتحاد بعد أن وقف الأمن يشرح ويوجه الجماهير التي بدأت في الاندفاع والتواجد في المنطقة وللحقيقة فإن معاملة أمن اتحاد الكرة جاءت بصورة راقية وتوضيح هادئ حيث لا توجد تذاكر في المبني فضلا عن طرحها الذي يبدأ من اليوم وفي المنافذ التي حددتها لجنة النظام بقيادة المهندس محمود طاهر عضو مجلس إدارة الاتحاد والكابتن صلاح حسني المدير التنفيذي للاتحاد.. ولاحظت اقتناعا من الجميع.. وأخذت طريقي إلي مقر إدارة الإعلام حيث يتواجد رجالها وشبابها بقيادة مصطفي ترك وكل زملائه ولحسن حظي إن كان هناك بعض الزملاء الصحفيين الجزائريين الذين حضروا لتغطية المباراة من بعض الصحف الجزائرية الخبر والنهار والشروق ورغم مشاغل مصطفي ترك الكثيرة إلا أنه تفرغ تماما للرد علي كل الاستفسارات وتلبية أي طلبات.. منهم من أراد استمارة لحضور المباراة ومنهم من حاول إجراء بعض لقاءات مع بعض أعضاء مجلس الإدارة أو اللقاء ببعض الزملاء النقاد وقام مصطفي ترك بحل جميع الطلبات بأسلوب مهذب نال إعجاب الزملاء الجزائريين. ونظراً لتواجدي في ذات اللحظات قلت لهم ما رأيكم في الجو المصري أقصد الجو العام للمباراة فكانت الإجابة الموحدة تعجبهم مما وصلهم من أخبار مغايرة تماما عن الحقيقة بعد أن لمسوا حسن الاستقبال والتعاون التام لتسهيل مهمتهم. بعد ذلك عرجت إلي مكتب صلاح حسني المدير التنفيذي حيث سمعت أحد أصدقائه من المتواجدين يسأل حسني لماذا أنت هنا.. ولماذا لم تختف كما يعفل المسئولون في مثل هذه الظروف قبل المباريات فكان الرد. لماذا الهرب لدي كل وسائل الاقتناع وتنفيذ المطلوب في حدود المتاح والأصول.. وفجأة جاءت هجمة علي المكتب هذا من محافظ سيناء وآخر من الحزب الوطني وثالث من الإسكندرية ورابع وخامس والكل يحمل طلبات للحصول علي التذاكر.. إلا أن المدير التنفيذي رد بذكاء أن أمامه أكثر من 100 هيئة وناد يطلبون تذاكر وإذا نفذ كل الطلبات فإن ال 64 ألف تذكرة لن تكفي ولن تصل التذاكر إلي المنافذ.. والطلبات ليست من الأندية المصرية وحدها ولكن أمثلة كثيرة سفارات.. مدارس.. شركات.. وزارات ونجح المدير التنفيذي في التخلص بأن أقنع كل المندوبين بالاتحاد إلي المنافذ وشراء ما يلزمهم حيث إن اللجنة سوف توافق علي عدد محدود من الهيئات للحصول علي كميات من التذاكر وبأسعارها وهي بالقطع هيئات مضمونة وموثوق فيها بأن تصل التذاكر ولا يحدث أي تلاعب وهو ما كان يحرص عليه صلاح حسني. وبدوري سألت كم تتوقع الإيراد.. فأجاب يصل إلي أربعة ملايين جنيه و500 ألف جنيه.. ثم قلت وكيف يتم استثمار الوقت قبل المباراة. وباختصار شديد قال إن الشركة الراعية سوف تتولي شغل الوقت من خلال شاشات عملاقة داخل الاستاد تقدم أغاني الفنانين التي تحث علي التشجيع حيث يمنع إقامة أي مباريات علي أرض الملعب حفاظا علي الأرضية من ناحية وقرار الاتحاد الدولي بمنع إقامة أي مباريات قبل اللقاء الأساسي بساعتين.. وخرجت من اتحاد الكرة وأنا أقول في نفسي كان الله في عون رجال هذا المبني حتي تنتهي المأمورية علي خير.